العمل بمؤشر التمييز في الجامعات الفلسطينية

(الجامعة العربية الامريكية- جنين، جامعة فلسطين – غزة)

شباط 2023

تٌعدّ المشاركة السياسية من أهم القضايا والمسائل التي يجب أن توليها الجامعات الفلسطينية اهتماماً بالغاً، ليس فقط لاعتبارها مكاناً لتلقي العلم والعلوم على اختلافها، بل لضرورة أن تشكل بوتقة نضج سياسي ينمو فيها الوعي، وترجمته لممارسةٍ فعليةٍ للأنشطة والفعاليات داخل أسوار الحرم الجامعي وخارجها، لا سيما ممارسة العمل السياسي، لتعبر عن تطلعات الطلبة من كلا الجنسين مستقبلاً. لذا، لا بد من استثمار المعارف والمعلومات التي يتلقاها الطلبة من خلال المشاركة السياسية والمشاركة في الأنشطة والفعاليات الاجتماعية والسياسية والثقافية، بما ينعكس على تعميق شعورهم/ن بالمسؤولية الاجتماعية تجاه قضايا مجتمعهم/ن كما همومهم/ن المشتركة، والبحث في أسبابها، وإيجاد حلولٍ إبداعيةٍ لها، للمساهمة في التغيير نحو الأفضل. 

بلغ عدد الطالبات في الجامعات الفلسطينية (132,586) طالبة (62%)، مقارنةً بـ(82,179) طالباً في جامعات وكليات التعليم العالي في فلسطين للعام (2021-2022).  وبالرغم من أن المشاركة السياسية للطالبات، كما مشاركتهن في الحياة العامة داخل الجامعات الفلسطينية، تُعد من بين أهم القضايا ذات الأبعاد التنموية والحقوقية والسياسية التي تؤثر بشكلٍ كبيرٍ على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فإنّ الأرقام الإحصائية تشير إلى أن مستوى المشاركة السياسية للطالبات لا يزال يواجه العديد من المعوقات السائدة في الجامعات الفلسطينية. وتشير بيانات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى وجود فجوةٍ في تبوُّء مناصب رئاسة مجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية لصالح تمثيل الطلاب بنسبة 88% مقابل 12% فقط للطالبات، في حين ارتفعت نسب تمثيلهن فقط في جامعة فلسطين التقنية- خضوري (66.6%، 3 مجالس طلبة)، والجامعة الإسلامية (50.0%، مجلسان للطلبة). 

تستعرض ورقة الحقائق أبرز نتائج دراسةٍ أعدتها "مفتاح" بعنوان: "المشاركة السياسية للطالبات في الجامعات الفلسطينية والعوامل المؤثرة"، باستخدام منهج المسح الكمي. وتكون مجتمع الدراسة من طلاب الجامعة الأمريكية في الضفة الغربية وجامعة فلسطين في قطاع غزة المسجلين للعام الدراسي (2021-2022)، وتم اختيار عينة مكونة من 410 من الطلبة (200 من الذكور و210 من الإناث). تم جمع البيانات خلال الفترة 10/11/2022 حتى 21/11/2022. ولهذا الغرض قامت مؤسسة "مفتاح" بتصميم استبانةٍ لقياس مَواطن التمييز وإبراز الفجوات على مستوى الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية بالنسبة للطلبة في الجامعات الفلسطينية، تحديداً الإناث منهم، التي تحد من مشاركتهن في الحياتين العامة والسياسية داخل الجامعات، وذلك في ضوء الإطار النظري ومراجعة الأدبيات. وطُلب من المشاركين/ات في البحث الإجابة عن: 1) العوامل التي تؤثر على مشاركة الطالبات في الحياة العامة في الجامعة. 2) العوامل التي تؤثر على مشاركة الطالبات في مجالس الطلبة والأندية والأنشطة الطلابية. 3) تحديد درجة التأييد لمشاركة الطالبات في الحياة العامة. 4) تحديد الحقوق الاقتصادية والسياسية والثقافية التي توفرها الجامعات. كما احتوت الاستبانة على خمس فقرات حول البيانات الديموغرافية عن طلبة الجامعتين، وهي: الجنس ومكان السكن والمنطقة والحالة الاجتماعية، كما استخدم الباحث الجداول الإحصائية للنسب المئوية، بعد استخراج التكرارات.
 

التوزيع النسبي لإجابات الطلبة حول مشاركة المرأة في الحياة العامة في الجامعة (مجالس الطلبة، أندية الكليات، الأنشطة والمهرجانات، المناظرات والندوات...)

العبارة

موافق/ة

محايد/ة

غير موافق/ة

لا أعرف

تتوفر في الجامعة المساحة اللازمة للنساء للمشاركة في الحياة العامة.

73%

9%

16%

2%

تؤثر مشاركة النساء في الحياة العامة في توفير بيئةٍ أفضل للطلاب والطالبات من حيث الوصول إلى الخدمات والحصول عليها. 

79%

10%

10%

2%

تؤثر مشاركة النساء في الحياة العامة في توفير بيئةٍ ديمقراطيةٍ لجميع الطلاب والطالبات في الجامعة. 

74%

12%

11%

2%

تعتمد مشاركة النساء في الحياة العامة على الانتماء الحزبي في الجامعة.

25%

10%

54%

11%

تعتمد مشاركة النساء في الحياة العامة على الثقافة المجتمعية ذات المرجعيات العائلية والعشائرية والدينية.

64%

15%

19%

2%

تعتمد مشاركة النساء في الحياة العامة على الشخصية القيادية والوعي الثقافي لدى الطالبات في الجامعة.

81%

6%

11%

2%

تشير الأرقام الواردة في الجدول رقم (1) إلى وجود العديد من العوامل التي تؤثر في مشاركة الطالبات في الحياة العامة، حيث جاءت العوائق الشخصية والوعي الثقافي لدى الطالبات في المرتبة الأولى (81%)، ثم احتلت العوائق العائلية والعشائرية والدينية المرتبة الثانية (64%). وجاء الانتماء الحزبي ليحتل المرتبة الثالثة (25%). واللافت للانتباه هنا أنّ تراجع عامل الانتماء الحزبي ليحتل المرتبة الأخيرة كعاملٍ مؤثرٍ على مشاركة الطالبات في الحياة العامة بكل مكوناتها يمكن ربطه بنتائج دراسة (كاظم، 2018)، التي أكدت أنّ الأفراد لا يدركون الأهداف وراء تأسيس الأحزاب، أو حتى أهداف العملية الانتخابية، بدلالة موافقة 25% فقط من أفراد العينة على تأثير هذا العامل.

التوزيع النسبي لإجابات الطلبة حول مشاركة المرأة في الحياة العامة في الجامعة (مجالس الطلبة، أندية الكليات، الأنشطة والمهرجانات، المناظرات والندوات) وفقاً لمتغير الجامعة

العبارة

 

موافق/ة

محايد/ة

غير موافق/ة

لا أعرف

تتوفر في الجامعة المساحة اللازمة للنساء للمشاركة في الحياة العامة.

PU

75%

11%

12%

1%

AAU

75%

7%

20%

3%

تؤثر مشاركة النساء في الحياة العامة في توفير بيئةٍ أفضل للطلاب والطالبات من حيث الوصول إلى الخدمات والحصول عليها.

PU

77%

12%

9%

2%

AAU

80%

8%

10%

1%

تؤثر مشاركة النساء في الحياة العامة في توفير بيئةٍ ديمقراطيةٍ لجميع الطلاب والطالبات في الجامعة. 

PU

69%

16%

12%

2%

AAU

80%

8%

10%

2%

تعتمد مشاركة النساء في الحياة العامة على الانتماء الحزبي في الجامعة.

PU

18%

6%

64%

11%

AAU

32%

14%

44%

10%

تعتمد مشاركة النساء في الحياة العامة على الثقافة المجتمعية ذات المرجعيات العائلية والعشائرية والدينية.

PU

64%

18%

17%

1%

AAU

64%

12%

21%

3%

تعتمد مشاركة النساء في الحياة العامة على الشخصية القيادية والوعي الثقافي لدى الطالبات في  الجامعة.

PU

75%

9%

15%

1%

AAU

86%

3%

8%

3%

 

تشير النتائج بخصوص محور مشاركة المرأة في الحياة العامة في الجامعة) مجالس الطلبة، أندية الكليات، الأنشطة والمهرجانات، المناظرات والندوات...)، تبعاً لمتغير الجامعة أنّ نسب موافقة المشاركين/ات على غالبية العبارات المتعلقة بهذا المحور متقاربة، ولم تتجاوز في أحسن أحوالها 11%، باستثناء عبارة: "تعتمد مشاركة النساء في الحياة العامة على الانتماء الحزبي في الجامعة "، إذ وافق (18%) من طلبة الجامعة الإسلامية على مضمون هذه العبارة مقارنةً بـ(32%) لطلبة الجامعة الأمريكية، وبفارق (14%).

التوزيع النسبي لإجابات الطلبة حول مشاركة النساء في مجالس الطلبة والأندية والأنشطة الطلابية

العبارة

موافق/ة

محايد/ة

غير موافق/ة

لا أعرف

  • تتوفر في الجامعة البيئة الديمقراطية الداعمة لمشاركة النساء في انتخابات مجالس الطلبة.

55%

13%

22%

10%

  • تؤثر مشاركة النساء في انتخابات مجالس الطلبة على نسب التصويت للقوائم الانتخابية.

67%

8%

16%

9%

  • تعتمد مشاركة النساء في انتخابات مجالس الطلبة على الانتماء الحزبي.

33%

11%

43%

13%

  • الخطاب العام في مجتمع الجامعة داعمٌ لمشاركة النساء في مجالس الطلبة والأنشطة الطلابية.

61%

16%

17%

6%

  • الثقافة المجتمعية داخل الجامعة هي تمييزٌ ضد مشاركة النساء في داخل مجالس الطلبة والأندية الطلابية.

31%

9%

55%

6%

  • الموقف الطلابي السائد في الجامعة لا يثق بقدرة النساء على المشاركة في المناظرات والدعاية الانتخابية.

35%

12%

48%

5%

  • ترجع محدودية عدد النساء في مناصب قيادية داخل مجلس الطلبة وأندية الكليات إلى ضعف الشخصية لدى النساء.

28%

8%

60%

4%

  • ترجع محدودية عدد النساء في مناصب قيادية داخل مجلس الطلبة وأندية الكليات إلى عدم اهتمامهنّ بالشأن العام.

40%

12%

42%

6%

  • يشكل تصنيف مدينة، قرية، مخيم، تجمع بدوي... عاملاً تمييزياً ضد النساء في المشاركة في الحياة السياسية داخل الجامعة.

43%

9%

45%

4%

  • يعتمد وصول النساء إلى مراكز قيادية داخل المجالس والأندية الطلابية على قوة الشخصية للنساء والمهارات القيادية لهن.

84%

6%

8%

1%

أما فيما يتعلق بمشاركة الطالبات في مجالس الطلبة والأندية والأنشطة الطلابية، فقد خلصت النتائج إلى وعي (67%) من الطلبة من كلا الجنسين بتأثير مشاركة الطالبات على نسب التصويت للقوائم الانتخابية المتعلقة بمجالس الطلبة. ولكن إجابات الطلبة عن بقية المؤشرات تكشف لنا ضبابية هذا الوعي، إذ وافق (55%) و(61%) من كلا الجنسين على توفر البيئة الديمقراطية الداعمة لمشاركة المرأة، وأن الخطاب العام في مجتمع الجامعة داعمٌ لمشاركة النساء في مجالس الطلبة والأنشطة الطلابية على التوالي. كما أن موافقة (33%) فقط على تأثير الانتماء الحزبي على مشاركة الطالبات في انتخابات مجالس الطلبة، مقابل عدم موافقة (43%)، تؤكد أيضاً ضبابية هذا الوعي، وعدمَ اتساقه مع نتائج الأدبيات التي تمت مراجعتها والتي تشير إلى تأثيرات الانتماء الحزبي على محدودية مشاركة الطالبات في مجالس الطلبة. وأيضاً مقارنة هذه النتائج بالفجوة في تمثيل عضوية الطالبات (32%)، مقارنةً بعضوية الطلاب (68%) في مجالس الطلبة في فلسطين، هي دليل على أن إجاباتهم لا ترتبط بواقع تدني مشاركة الطالبات، لأسبابٍ عدةٍ يجب العمل على دراستها في بحثٍ كيفيٍّ يرصد وعيهم السياسي بشكلٍ معمق.

على مستوى العوامل التي تؤثر في وصول الطالبات للمناصب القيادية، فقد احتلت قوة الشخصية للنساء والمهارات القيادية لهن المرتبة الأولى (84%)، وفي المرتبة الثانية عدم اهتمامهن في الشأن العام (40%). واللافت للانتباه أنّ الحديث عن العامل الأكثر تأثيراً في مشاركة الطالبات في مختلف مجالات المشاركة السياسية يُبرز فقط الشخصية القوية للطالبات، مقارنةً بغيره من العوامل الأُخرى، التي يمكن أن تلعب هي أيضاً دوراً أساسياً في إعاقة مشاركتهن سياسياً، منها على سبيل المثال الترهل في دور الأحزاب السياسية، على اختلافها، في تعميق مشاركة الطلبة في العملية السياسية وإشاعة أجواء الديمقراطية.

التوزيع النسبي لإجابات الطلبة حول التأييد لمشاركة النساء في الحياة العامة

العبارة

موافق/ ة

محايد/ ة

غير موافق/ ة

لا أعرف

  • أُؤيد رفع نسبة مشاركة النساء في الحياة العامة في الجامعة.

82%

6%

11%

0%

  • أُقدم الدعم المعنوي والمعرفي اللازم لتشجيع النساء على المشاركة في الحياة العامة ضمن المحيط الخاص (العائلة والأصدقاء).

80%

8%

10%

1%

  • أُقدم الدعم المعنوي والمعرفي اللازم لتشجيع النساء على المشاركة في الحياة العامة في المحيط العام (مجالس الطلبة، أندية الكليات، أنشطة طلابية ثقافية ورياضية).

80%

8%

10%

2%

  • يعتمد تأييدي النساء للمشاركة في الحياة العامة على قناعاتي الشخصية.

81%

8%

9%

1%

  • يعتمد تأييدي النساء للمشاركة في الحياة العامة في الجامعة على مرجعيتي (الدينية، العائلية...).

51%

14%

33%

2%

  • يعتمد تأييدي النساء للمشاركة في الحياة العامة في الجامعة على مرجعيتي الحزبية.

17%

9%

70%

4%

  • يعتمد تأييدي النساء للمشاركة في الحياة العامة في الجامعة على قدرة النساء على التأثير في السياسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

82%

7%

9%

2%

وبخصوص توجهات المشاركين/ات وتقديم دعمهم/ن لمشاركة النساء، فقد خلصت الدراسة إلى أن الغالبية (82%) يؤيدون رفع نسبة مشاركة النساء في الحياة العامة في الجامعة، كما أيد (80%) تقديم الدعم المعنوي والمعرفي لتشجيع النساء على المشاركة في الحياة العامة ضمن المحيط الخاص (العائلة والأصدقاء)، أو ضمن المحيط العام (مجالس الطلبة، أندية الكليات، أنشطة طلابية ثقافية ورياضية). وعلى مستوى آخر لافت للانتباه، فإن موافقتهم/ن على دعم مشاركة الطالبات ارتبطت بمدى قدرتهن في التأثير على السياسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وحظيت بالمرتبة الأولى (82%)، وجاءت في المرتبة الثانية القناعات الشخصية للمشاركين/ات (81%)، وفي المرتية الثالثة المرجعيتان الدينية والعائلية (51%)، واحتلت المرجعية الحزبية المرتبة الرابعة بفارقٍ لافتٍ للانتباه (44%)، مقارنةً بالمرجعيتين الدينية والعائلية، وبفارق يصل إلى أكثر من (60%) مقارنةً بقدرتهن على التأثير في السياسات، أو مقارنةً بالقناعات الشخصية للمشاركين/ات في البحث.

التوزيع النسبي لإجابات الطلبة حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية

العبارة

موافق/ة

محايد/ة

غير موافق/ة

لا أعرف

  • توفر الجامعة خدماتٍ صحيةً مناسبةً وموائمةً لاحتياجات جميع الفئات من الطلاب والطالبات.

52%

10%

36%

2%

  • بنايات الجامعة ومرافقها مناسبتان وموائمتان لاحتياجات جميع الفئات من الطلاب والطالبات.

65%

9%

25%

1%

  • تؤثر تكلفة الساعة الدراسية على الخيارات التعليمية للطلاب والطالبات تبعاً للوضع الاقتصادي.

90%

1%

7%

2%

  • اعتماد سياسة خصخصة السلع والخدمات داخل الجامعة هي تمييزٌ ضد الطلاب والطالبات أصحاب الدخل المحدود.

70%

6%

19%

6%

  • هناك ممارساتٌ تمييزيةٌ ضد الطالبات في تلقي الخدمات التعليمية (ابتزاز، تحرش، اعتداء...).

44%

13%

30%

13%

  • يعتمد تأييدي النساء للمشاركة في الأنشطة الرياضية والثقافية في الجامعة على قدرة النساء على التأثير في الرأي العام داخل الجامعة. 

80%

8%

10%

2%

وبشأن الفجوات التمييزية المتعلقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية داخل الجامعات الفلسطينية، على مستوى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فقد خلصت الدراسة إلى أن هناك تمييزاً يتعرض له الطلبة في الجامعات. ومن بين أبرزها تكلفة الساعة الدراسية وتأثيرها على الخيارات التعليمية للطلاب والطالبات، تبعاً للوضع الاقتصادي، التي جاءت في المرتبة الأولى (90%)، مع العلم أنه لا فروق تذكر بين إجابات المشاركين من كلا الجنسين، والتي بلغت (90% للإناث، و91% للذكور). أما اعتماد سياسة خصخصة السلع والخدمات داخل الجامعة هي تمييز ضد الطلاب والطالبات أصحاب الدخل المحدود، فجاء في المرتبة الثانية (70%). وجاءت الممارسات التمييزية ضد الطالبات في تلقي الخدمات التعليمية في المرتبة الثالثة (44%). هذه الفجوات تحديداً تلك المتعلقة بالحقوق الاقتصادية يمكن اعتبارها بمثابة معيقات تلعب دوراً في تقييد المشاركة السياسية للأفراد، فالفقر والأُمية من أهم الأسباب التي تعيق المشاركة السياسية في المجتمعات النامية (حريتي، وبليعور، 2022). وبحسب (الخزعلي، 2006)، فإن ضغط المشاكل المتعلقة بالحياة الاقتصادية من شأنه أن يقيّد دائرة اهتمامهم ودافعيتهم نحو المشاركة السياسية.

التوصيات

على مستوى تطوير الوعي بالحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية

  • تطوير وعي الطلبة من كلا الجنسين بأهمية المشاركة السياسية في الحياة العامة داخل الجامعات الفلسطينية، وتحديداً في انتخابات مجالس الطلبة، لما لها من انعكاساتٍ إيجابيةٍ على ملامح مستقبلهم.
  • تطوير برنامج بناء القدرات في المهارات الحياتية على اختلافها، بما فيها المهارات القيادية التحويلية، لتمكين الطلبة من كلا الجنسين من تقلُّد مواقع قياديةٍ في المجالس الطلابية. 
  • إعداد برامج توعويةٍ للطلبة في مجالَي المساواة والعدالة الاجتماعية، وتبصيرهم بحقوقهم فـي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
  • العمل على تغيير الثقافة السياسية، خاصةً لدى الطالبات أنفسهن، وتشجيعهنّ على المشاركة السياسية في الحياة العامة داخل الجامعات الفلسطينية، ورفع قدراتهنّ على تكوين التحالفات مع الأطراف المختلفة، للمساهمة في التأثير على الرأي العام داخل الجامعة، بما يخدم مصالح الطلبة جميعاً.
  • تطوير دليلٍ تدريبيٍّ باستخدام منهجية النموذج الإيجابي لإبراز صورة الطالبات كقياديات والكشف عن التجارب الناجحة عميقة الأثر، وتحديد نقاط القوة والإمكانات التي تُحدث الأثر في التغيير على المستوى الفردي، وكذا العائلي والجامعي والمجتمعي.
     

على مستوى السياسات والإجراءات

  • إعداد دراسةٍ نوعيةٍ لتغطية الفجوة المعرفية حول المعيقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تعيق مشاركة الطالبات في مجالس الطلبة والأندية والأنشطة الثقافية من وجهة نظر الطالبات أنفسهن، كما من وجهة نظر الطلاب، والخروج بأوراق سياساتية، ووضعها أمام أصحاب المصلحة لتطوير سياساتٍ من شأنها تشجيع الطلبة من كلا الجنسين على المشاركة السياسية.
  • العمل على فتح قنوات الحوار مع شؤون الطلاب في الجامعات لتشجيع الفتيات على الانخراط في العمل الطلابي، من خلال احتساب وقت العمل التعاوني لمن يشاركون في عمل المجلس.
  • فتح المجال أمام الطلبة من كلا الجنسين لتشكيل منتدياتٍ عبر مجالس الطلبة داخل الجامعات الفلسطينية، لمناقشة القضايا والهموم والتحديات التي تواجه الطلبة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، لغايات تنفيذ حملات ضغطٍ يقودها الطلبة أنفسهم على صانعي القرار في المؤسسات التعليمية، باعتبارها أحد أشكال المشاركة السياسية التي تهدف إلى تغييرٍ في تحصيلهم الأكاديمي.
  • فتح قنوات الحوار مع شؤون الطلاب في الجامعات لتشجيع الطالبات على الانخراط في العمل الطلابي، كما تفعيل النشاطات الطلابية المشتركة التي تضم كل الكتل الطلابية، وتعزيز ثقافة الحوار فيما بينها، لما لذلك من تداعياتٍ إيجابيةٍ على التواصل الطلابي الفعال، بما ينعكس على تقديم خدماتٍ صحيةٍ وأكاديميةٍ واقتصاديةٍ واجتماعيةٍ نوعيةٍ مناسبةٍ وموائمةٍ لاحتياجات جميع الفئات الطلابية من كلا الجنسين.
  • إنشاء معهد للقيادات الطلابية داخل الجامعات، لتعميق معرفة الطالبات بأُسس العمل السياسي وأهميته والممارسة الديمقراطية، لغايات خلق مناخٍ عامٍّ ملائمٍ وداعمٍ للطالبات في المجالس الطلابية، وتدريبهن على أُسس الاختيار بين المرشحين والمرشحات وفق معايير محددة، مثل: الانتماء الحزبي، والبرنامج الانتخابي، وشخصية المرشح وقدرته على تقديم الخدمات، إضافةً إلى إكساب الطالبات مهارات بناء التحالفات والتشابكات والحصول على دعم الأطراف الفاعلة في مواقع اتخاذ القرار، أو في مواقع التأثير فيها.
     

على مستوى الأحزاب

  • الضغط على الأحزاب السياسية، لحثها على الالتزام بدعم تمثيل الطالبات بنسبة 30% في مجالس الطلبة والقوائم الانتخابية ودورية رئاسة القوائم والحملات.
  •  الضغط على الأحزاب لتبني فكرة مدرسة الكادر النسائي، من أجل إعداد وخلق كوادر نسائيةٍ مؤهلةٍ لتولي المواقع القيادية داخل الجامعات الفلسطينية.
  • مد جسور التواصل بين النساء في مستويات صناعة القرار داخل الأحزاب السياسية والطالبات في الجامعات الفلسطينية، من أجل زيادة وعيهن بأهمية مشاركتهن في العمل السياسي والحياة العامة في الجامعات.